زادت على مدار السنوات الأخيرة حملات التوعية بمرض التوحد، والتي تهدف في المقام الأول إلى اكتشافه مبكرًا، الأمر الذي يساعد على تحسين نمط حياة الطفل في المستقبل، حيث حيث يعاني طفل من بين كل 100 من التوحد، لذا أصبح من المهم معرفة ماهو مرض التوحد وما الأسباب المؤدية إليه، ثم ما هي أهم علامات التوحد عند الأطفال وطرق العلاج هيا بنا من خلال هذا التقرير نسلط الضوء على كل ما يتعلق بمرض التوحد عند الأطفال
ماهو التوحد عند الاطفال
يعد مرض التوحد عند الأطفال هو عبارة عن اضطراب في التطور العصبي يؤثر على القدرة على التفاعل الاجتماعي والاتصال، لذلك لا يتم اكتشافه وتشخيصه مبكرًا أي قبل الثلاث سنوات
أنواع التوحد عند الاطفال
من الممكن تصنيف أنواع التوحد عند الأطفال إلى عدم أنماط، وتختلف هذه الأنماط في الأعراض السائدة والشدة والتأثير على السلوك والاتصال، ومن هذه الأنماط ما يلي
1- متلازمة أسبرجر
تعد متلازمة أسبرجر من أشهر مراحل التوحد، والتي يصاب بها نسبة كبيرة من أطفال التوحد حول العالم
يذكر أن مشكلات مريض متلازمة أسبرجر الأساسية تتلخص في ضعف التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين، ولا ينجحون في الاختلاط مع الأصدقاء أو في اقامة أي علاقة اجتماعية
2- متلازمة كانير
متلازمة كانير أو التوحد الكلاسيكي كما يطلق عليه البعض، يعد أحد أنواع التوحد، حيث يصاب به فئة كبيرة من الأطفال، ويتميز عن غيره بأن له أعراضًا ثابتة وواضحة تبدأ من عمر شهرين، ومن أهمها تشتت الانتباه وتأخر النطق وعدم الاستجابة للمشاعر والتفاعل الاجتماعي من حولهم
3- التوحد الكامل
بالنسبة للتوحد الكامل فإن الأطباء يصنفونه على أنه ضمن فئة الأطفال المتأخرين عقليًا وذهنيًا، حيث أنهم يتسمون بالتأخر في الكثير من القدرات، سواءًا كانت بصرية، حركية، اجتماعية، عقلية
4- متلازمة ريت
هذا النوع من أنواع التوحد عند الأطفال يصيب النساء فقط، كما تجدر الإشارة إلى أنه يبدأ في ملاحظته في الشهر الثامن، حيث يقف محيط رأس الطفلة، بل انه من الممكن أن يصغر عن حجمه الطبيعي
يذكر أن الحالة تبدأ في فقد السيطرة على الأطراف مثل اليدين والساقين وتحريكها بشكل مبهم
كما ننوه إلى انه وعلى الرغم من وجود هذه الأنواع والتصنيفات، فإن التوحد من الممكن أن يظهر على شكل مجموعة متنوعة من الأعراض والصفات التي سوف نذكرها لاحقا من خلال هذا التقرير، وقد يختلف التشخيص وفقًا لهذه الأعراض والصفات التي تظهر على الطفل
الصعوبات التي يعاني منها طفل التوحد
يعاني الأطفال المصابون بمرض التوحد وبصورة شبه مؤكده من صعوبات في ثلاث مجالات رئيسية هي
1- اللغة
2- السلوك
3- العلاقات الاجتماعية المتبادلة
لكن تجدر الاشارة إلى أن تأخر الأطفال في السن والوصول نحو مرحلة البلوغ من الممكن أن يصبح جزءًا منهم أكثر قدرة على الاختلاط والاندماج في البيئة الاجتماعية المحيطية، كما أنه ومن الممكن أن يظهروا اضطرابات سلوكية أقل من تلك التي تميز مرض التوحد، حتى أن البعض منهم من الممكن أن ينجح في عيش حياة عادية أو نمط حياة قريبًا من العادي والطبيعي
هذا وعلى النقيض تمامًا قد تستمر لدى أطفال آخرين وجود صعوبات في المهارات اللغوية والعلاقات الاجتماعية المتبادلة حتى أن بلوغهم يزيد من مشاكلهم السلوكية سوءًا
سمات التوحد عند الاطفال
الأطفال الذين يصابون بالتوحد يتميزوا بمجموعة من السمات والصفات المشتركة، تشمل أهم هذه السمات ما يلي
التحديات الاجتماعية
حيث أن الأطفال المصابون بالتوحد وكما قلنا يواجهوا صعوبة في التواصل الاجتماعي مع الآخرين، ومن الممكن أن يكونوا غير قادرين على التعرف على العواطف والمشاعر والتفاعل بشكل طبيعي مع الآخرين
السلوك المتكرر والمحدود
يميل الأطفال الذين يتم تشخيصهم على أنهم مصابين بالتوحد إلى القيام بأنشطة متكررة والتمسك بروتين يومي محدد
الاتصال
من الممكن ان يكون الاتصال اللفظي وغير اللفظي غير ملائم لدى الأطفال المصابين بالتوحد، ومن الممكن أيضًا أن يتحدثوا بصعوبة ويستخدمون لغة جسدية محدودة
الاهتمامات الغير عادية
الأطفال المصابين بالتوحد يميلون غالبًا إلى الاهتمام بأشياء غير عادية، على سبيل المثال لا الحصر، الأصوات أو الأضواء أو الأشكال، ومن الممكن أن يكون لديهم اهتمامات شديدة بموضوع واحد محدد
التأخر في التطور الحركي واللغوي
قد يواجه الأطفال المصابون بالتوحد صعوبة في تطوير المهارات الحركية واللغوية
في الغالب تظهر علامات التوحد عند الأطفال في المراحل الأولي، كما يمكن للأباء والأمهات ملاحظة هذه العلامات والتعرف عليها، وبصفة عامة تشمل أهمها ما يلي
1- عدم الاستجابة للتوجيهات اللفظية أو الحركية البسيطة
2- عدم التواصل العيني
3- الحديث بأصوات غير عادية مثل الهمهمة أو الأصوات العالية
4- عدم الاستجابة للاسم
5- الصعوبة في التواصل اللفظي، حيث ان الطفل يتأخر في بدء الكلام أو يتكلم بخطاب غير مفهوم
6- التكرار المتكرر للأنشطة مثل الحركات المتكررة للجسم أو للأشياء
7- الحركات الجسدية الغريبة مثل الايذاء الذاتي أو الحركات المتكررة للجسم
هذا وتجدر الإشارة إلى أنه من الممكن ان تختلف الأعراض والعلامات من حالة إلى أخرى التي قد تظهر على الأطفال المصابين بالتوحد ، كما ننوه إلى أنه لابد على الآباء والأمهات بمجرد الاشتباه أو الشك في أن الطفل قد يكون مصابًا بالتوحد استشارة الطبيب على الفور
اسباب التوحد عند الاطفال
تشمل أهم أعراض التوحد عند الأطفال ما يلي
1- ولادة الطفل بوزن أقل من الطبيعي
2- وجود مضاعفات أثناء حمل الألم
3- العامل الوراثي ويتمثل في اصابة أحد أفراد الأسرة بمرض التوحد من قبل
4- التعرض إلى الالتهابات الفيروسية
5- من الممكن أن تكون العوامل الجينية أحد أسباب الإصابة
6- ضمور العضلات
7- نقص الأكسجين خلال الولادة
ازاى اعرف ان الطفل عنده توحد
علامات التوحد عند الأطفال بعمر أربع سنوات
يمكن أن تختلف أعراض التوحد من طفل إلى أخر، لكن بصفة عامة تشمل أهم الأعراض الشائعة التي من الممكن أن تظهر على الأطفال بعمر أربع سنوات ما يلي
1- صعوبة التواصل اللفظي أو الحركي
2- صعوبة في التفاعل الاجتماعي مثل الهروب من الاجتماعات أو عدم الاهتمام بالأشخاص
3- صعوبة في فهم المشاعر والعواطف وصعوبة في التعبير عنها أيضًا
4- تكرار الانشطة بشكل متكرر مثل تدوير الأشياء أو ترتيبها بطريقة محددة
علامات التوحد الخفيف عند الأطفال
يعد التوحد البسيط أو الخفيف أحد أنواع التوحد، حيث أن هناك بعض من الأشخاص يعانون من مشكلات وأعراض ملحوظة، بينما هناك البعض الآخر لا يعاني من هذه المشكلات، لكن بصفة عامة تشمل أهم أعراض التوحد البسيط أو الخفيف ما يلي
1- مشكلات في المهارات الإجتماعية
وتعد المشكلات الاجتماعية هي الأكثر سيوعًا بين الأعراض عند مرضى التوحد، حيث ان الطفل المصاب بالتوحد يعاني من
- يفضل أن يكون وحيدًا عن وجوده مع الأفراد
- عدم الاستجابة عند المناداة عليه باسمه
- يرفض التواصل الجسدي مثل العناق وغيرها
- تعابير الوجه غير مناسبة
- تجنب التواصل البصري مع الآخرين
2- مشكلات في التواصل
حيث يعاني البالغون والأطفال من صعوبة التواصل اللفظي وغير اللفظي مع الآخرين، حيث تشمل أهم مشكلات التواصل ما يلي
- مشكلات في مهارات الكلام واللغة
- عدم فهم المزاح والفكاهات
- عدم المقدرة على الاستجابة للأسئلة والبقاء والتركيز في الموضوع
- استخدام الضمائر على نحو خاطئ، مثل أنت بدلًا من أنا وهكذا
- تكرار العبارات والكلمات مرارًا
3- مشكلات في السلوك
تظهر مشكلات في سلوك الأفراد المصابين بالتوحد البسيط أو الخفيف، بحيث تظهر لدى هؤلاء الأفراد سلوكيات متكررة أو محددة ومقيدة مثل
- القيام بالأنشطة المؤذية مثل ضرب الرأس وخلافه
- الحركة المستمرة والسلوكيات المفرطة
- تكرار الحركات مثل الدوران المستمر، الجري ذهابًا وايابًا، القفز وغيرها
- حساسية المصاب بالتوحد الخفيف أو البسيط للضوء، الصوت، اللمس، الروائح، المذاق وغيرها
- رفض اللعب التقليدي واللعب التخيلي عند الأطفال
- التحديق في الأضواء أو الأشياء الدوارة
- رفض تناول أطعمة ذات لون معين أو ملمس معين
مضاعفات التوحد عند الأطفال
تشمل أهم مضاعفات التوحد ما يلي
1- عدم القدرة على النجاح في الدراسة
2- الانعزال الاجتماعي
3- التوتر
4- عدم القدرة على العيش مستقلًا
5- الإيذاء والتعامل مع الأشخاص بعنف
تصرفات طفل التوحد
تختلف تصرفات الطفل المصاب بالتوحد من طفل إلى أخر، لكن بصفة عامة توجد بعض التصرفات الشائعة التي قد يقوم بها الأطفال المصابين بالتوحد، تشمل أهمها ما يلي
1- الصعوبة في التواصل الاجتماعي
2- يمكن أن يكون لدى هؤلاء الأطفال حساسية غير عادية للملمس أو الصوت أو النكهات والروائح
3- عدم التواصل اللفظي الجيد والتحدث بصورة طبيعية
4- أن يقوم بحركات غير عادية مثل السير على أطراف الأصابع أو الركض بشكل متكرر
5- أن يصر الطفل على الاهتمام بأشياءًا معينة لفترات طويلة من الزمن مع تجاهل الانشطة الاخرى
ولابد من أن ننوه هنا إلى أن هذه التصرفات والأمور التي يقوم بها طفل التوحد ليست شاملة لجميع الأطفال الذين يعانون من التوحد، لكنها قد تختلف من طفل إلى أخر ، كما يجب على المهنيين الصحيين والآباء والمربين العمل سويًا وجمبًا إلى جمب لدعم الطفل الذي يعاني من التوحد وتحفيزه على التواصل والتفاعل الاجتماعي بطريقة تناسب احتياجاته الخاصة والفردية
هل طفل التوحد مميز
عم بالطبع قد يتميز طفل التوحد بقدرات خاصة تفوق الطفل العادي أو طفل أخر مصاب بالتوحد، كما تجدر الاشارة إلى أن أطفال التوحد من الممكن أن يتميزوا ببعض القدرات والسلوكيات الخاصة ويتفوقون بها بشكل مذهل
على سبيل المثال قد تجد طفل التوحد يعاني من عدم التواصل الاجتماعي مع الأشخاص، لكن على النقيض تمامًا تجده يمتلك مهارات لغوية فائقة، وطفل أخر تجده يفقد المهارات اللغوية ولكنه يتميز بتواصل وتفاعل اجتماعي جيد وهكذا
علاج التوحد عند الأطفال
تتعدد طرق علاج مرض التوحد، ويهدف إلى مساعد الأطفال على ممارسة نشاطاتهم اليومية واكتساب مهارات جديدة، بالإضافة إلى تطوير مهارات التواصل الاجتماعي وتحسين مهارات التعلم، كما تجدر الاشارة إلى أنه يختلف علاج التوحد من طفل إلى أخر بناءًا على السلوكيات والمهارات التي يحتاج الطفل اكتشافها، لكن بصفة عامة تشمل أهم طرق العلاج ما يلي
أولًا: العلاج السلوكي
العلاج السلوكي يستخدم أدوات مختلفة لتحسين التواصل والتفاعل لدى الأطفال المصابين بالتوحد، وشمل العلاج ما يلي
1- العلاج السلوكي التطبيقي
ويستخدم فيه تقنيات التحفيز والتعزيز الإيجابي لتحسين سلوكيات الطفل وتعليم مهارات جديدة
2- العلاج السلوكي المعرفي – السلوكي
وهو نوع من العلاج الذي يعمل على مساعدة الطفل على فهم وتعديل الأفكار والمشاعر السلبية التي تؤثر على سلوكياته
3- العلاج السلوكي المتحدث
ويستخدم لتحسين القدرة على التواصل اللفظي والغير لفظي للطفل ويشمل تدريب الطفل على استخدام الكلمات والجمل و الإيماءات والتعابير الوجهية
ثانيًا: العلاج التعليمي
أما في هذا النوع من العلاج فإنه يهدف في المقام الأول إلى تعليم الطفل مهارات جديدة وتحسين قدرته على التواصل والتفاعل الاجتماعي، وبصفة عامة يشمل العلاج ما يلي
1- العلاج التعليمي الفردي
يتم تصميم هذا العلاج خصيصًا بغرض لتلبية احتياجات الطفل الفردية وتعليمه مهارات جديدة
2- التدخل المبكر
يعمل هذا النوع من العلاج على تقديم العلاج في الطفولة المبكرة لتحسين فرص الطفل في التطور النمائي الطبيعي
3- التدخل التعليمي المجموعاتي
يتضمن التدخل التعليمي المجموعاتي تعليم الطفل المهارات الاجتماعية والتواصلية من خلال العمل مع مجموعة من الأطفال المصابين بالتوحد
ثالثًا: العلاج الدوائي
بينما العلاج الدوائي فيستخدم في بعض الحالات بغرض تحسين الأعراض التي ترتبط بنرض التوحد، على سبيل المثال القلق والاضطرابات التي تتعلق بالانتباه والاضطرابات النومية وغيرها، هذا وتجدر الاشارة إلى أنه لابد من استشارة الطبيب المختص قبل استخدام او تناول أى دواء
وفي ختام مقالنا لابد أن أنوه إلى أن العلاج الناجح يعتمد في المقام الأول على التشخيص المبكر وبالتالي العلاج المناسب، إلى جانب توفير بيئة عمل داعمة وتعاون الأهل والمعلمين والمختصين في العلاج، كما لا يفوتني في هذا السياق أن أنبه إلى أنه يجب أن يتم تصميم العلاج بالتعاون بين الأطراف المعنية، وذلك لتحقيق أفضل النتائج للطفل المصاب بمرض التوحد
وفي النهاية نذكر بأن الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين توصي بتشخيص مرض التوحد في مراحل مبكرة بالاعتماد على التصرفات من خلال ملاحظة خلل في السلوك والتواصل الاجتماعي، وذلك لبدء العلاج المبكر الذي قد يساعد في تحسين حياة المصاب