الانزلاق الغضروفي العنقي – أعراضه وأسبابه وطرق علاجه

الدكتور هشام أبورحمة

الدكتور هشام أبورحمة

المدير الإكلينيكي و مؤسس مراكز NSC

الانزلاق الغضروفي العنقي

المحتوي

يعتبر الانزلاق الغضروفي العنقي أحد المواضيع الشائعة التي يبحث عنها الكثير من الناس، فما هو وما أهم أسبابه وأعراضه وطرق علاجه؟ ثم ما أهم النصائح اللازمة للوقاية منه؟

تابع التقرير التالي للتعرف على كل ما يتعلق بالانزلاق الغضروفي العنقي

ما هو الانزلاق الغضروفي العنقي

يشير الانزلاق الغضروفي العنقي إلى وجود مشكلة تتعلق بأحد الغضاريف الموجودة في الرقبة، هذه الغضاريف تكون عبارة عن مادة جيلاتينية محاطة بغشاء يمنع خروجها أو انزلاقها الذي من الممكن أن تتمزق أو تضعف، الأمر الذي يتسبب في بروز الغضروف، والضغط على العصب الخارج من بين الفقرات أو على النخاع الشوكي نفسه أو كليهما

وتجدر الإشارة إلى أنه عندما يكون الضغط على العصب الخارج من بين الفقرات في هذه الحالة يطلق عليه اعتلال الجذور الرقبية، بينما في حال ما كان الضغط على الحبل الشوكي فينتج عنه مجموعة من الأعراض يطلق عليها اعتلال النخاع، وننوه في هذا السياق إلى أنه من الممكن أن يكون ديسك الرقبة حادًا أو مزمنًا

أعراض الانزلاق الغضروفي العنقي البسيط

تحتوي الرقبة على 7 فقرات عنقية، بينهم 5 غضاريف، تقع خلف كل فقرة عنقية بداية الأعصاب المسؤولة عن الشعور باليدين والذراعين وحركتهما، وبشكل عام تشمل أهم أعراض الانزلاق الغضروفي العنقي ما يلي

1- الصداع

2- ضعف في اليد أو الذراع

3- الإحساس بالخدر أو التنميل في منطقة الكتف أو أحد الذراعين، ومن الممكن ان يمتد إلى أصابع اليد

4- تيبس في العضلات وصعوبة حركتها بسبب الألم

5- الشعور بألم يشبه اللسعة الكهربائية

6- من الممكن أن يزداد الألم عن القيام بحركة مفاجئة مثل العطس أو السعال

وتجدر الإشارة إلى أنه في حال ما كان الانزلاق يؤثر على الحبل الشوكي، حينها تكون الأعراض أكثر خطورة وتشمل

1- التعثر في المشي

2- فقدان توازن الشخص

3- وخز أو شعور بالصدمة عند تحريك القدمين

4- مشاكل وصعوبة في استخدام اليد والساق في المهارات الحركية الدقيقة

اسباب الانزلاق الغضروفي العنقي

قد يكون من الصعب في بعض الأحيان معرفة سبب الانزلاق الغضروفي العنقي، لكن في أغلب الأحيان هناك مجموعة من العوامل التي من الممكن أن تتسبب في هذه المشكلة، تشمل أهمها ما يلي

1- العوامل الوراثية أو العوامل المكتسبة التي من الممكن أن تتسبب في ضعف عضلات الرقبة والظهر

2- التقدم في العمر

3- الحركات المتغيرة بوضعيات معينة مثل على سبيل المثال الجلوس أمام الكمبيوتر بطريقة خطأ

4- التعرض لضربة قوية مباشرة في الرقبة من الممكن أن يؤدي إلى تمزق أو انزلاق الغضروف

5- حوادث السيارات التي يحدث فيها غالبًا تغيير مفاجئ في السرعة

6- السمنة المفرطة

7- حمل أشياء ثقيلة بطريقة خاطئة، وزيادة الحمل على الجزء العلوي من الجسم

تشخيص الانزلاق الغضروفي العنقي

يتم تشخيص الانزلاق الغضروفي العنقي من خلال الآتي

1- التاريخ المرضي

حيث يقوم الطبيب المختص بالاستفسار من المريض عن التاريخ المرضى ومتابعة الأعراض التي يعاني منها

2- الفحص البدني

حيث يقوم الطبيب في هذه الخطوة بالفحص السريري للمريض، وذلك من خلال البحث عن أي مناطق بها تورم أو ألم

3- الفحوصات المخبرية

تشمل هذه الفحوصات فحص معاملات الالتهاب، تعداد الدم الكامل

4- التصوير بالأشعة السينية

حيث يعد التصوير بالأشعة السينية خطوة اولية للمنطقة المصابة لتحديد درجة الإصابة وإمكانية وجود كسور في حالات الحوادث

5- التصوير المقطعي

يلجأ الطبيب المختص أحيانًا إلى طلب إجراء التصوير المقطعي المحوسب للمريض لكونه الأكثر حساسية لفحص الفقرات العظمية للعمود الفقري

5- التصوير بأشعة الرنين المغناطيسي للرقبة

يعد التصوير بأشعة الرنين المغناطيسي للرقبة طريقة التصوير المفضلة لتصوير الأقراص الغضروفية بين الفقرات، علاوة على انه يتميز بالقدرة على إظهار هياكل الأنسجة الرخوة والعصب عند خروجه من التجويف لطريقة أوضح من طرق التصوير الأخرى 

طرق علاج الانزلاق الغضروفي العنقي

يعتمد علاج الانزلاق الغضروفي على عدة طرق، تشمل أهمها ما يلي

أولًا: الراحة

حيث يمكن التوقف عن الأنشطة التي تتطلب مجهودًا زائدًا، الأمر الذي من الممكن أن يحسن من حالات الانزلاق البسيطة 

ثانيًا: العلاج الدوائي

هناك مجموعة من الأدوية التي يقوم الطبيب المختص بصرفها للمريض من شأنها تساعد على التخفيف من الأعراض الخاصة بالانزلاق الغضروفي العنقي، الأمر الذي يؤدي إلى شعور المريض بالتحسن

ثالثًا: استخدام الحرارة والبرودة كعلاج موضعي

حيث أنه من الممكن وضع مكعبات الثلج على مكان الألم، أو تدليك المنطقة المصابة به أن يهدئ من ألم وشد العضلات، وتجدر الإشارة إلى أن الثلج يكون له التأثير والفعالية الأكثر إذا ماتم تطبيقة خلال أول 48 ساعة من ظهور الألم، بينما تكون الحرارة لها تأثير أفضل بعد انقضاء أول يومين، كما يمكن استخدام القربة أو الوسائد الساخنة بغرض تهدئة آلام العضلات والتقليل من الشد الموجود بها

رابعًا: العلاج الطبيعي

من الممكن إجراء تمارين بسيطة بغرض تحريك الرقبة للتحرر من الألم الذي ينتج عن ضغط جذور الأعصاب

عملية الانزلاق الغضروفي العنقي

في حال فشل الطرق سالفة الذكر وتفاقم الألم، حينها يلجأ الطبيب المختص إلى إجراء عملية الانزلاق الغضروفي العنقي، حيث يتم استئصال الغضروف العنقي بالميكروسكوب الجراحي المتطور أو المكبر البصري المزود بمصدر إضاءة LED

وتجدر الإشارة إلى أنه تتم عملية الاستئصال عن طريق أدوات جراحية دقيقة، يتم فيها إدخال هذه الأدوات عن طريق المنظار، وبصفة عامة تتم العملية كالتالي

1- يقوم طبيب التخدير بتخدير المريض تخديرًا كليًا

2- بعد ذلك يقوم جراح المخ والأعصاب بعمل فتحة صغيرة فوق الغضروف المصاب

3- يقوم الجراح في هذه الخطوة باستخدام الميكروسكوب لرؤية الغضروف والفقرات والألياف العصبية

4- بينما في هذه الخطوة يقوم الجراح بتمرير الأدوات الجراحية عبر الفتحة الصغيرة، ثم يقوم بإزالة الغضروف المنزلق مع الحفاظ على الأعصاب والأعضاء الحيوية الأخرى

5- أما في هذه الخطوة وبعد الإنتهاء من إزالة او استئصال الغضروف المنزلق، يقوم بعدها جراح المخ والأعصاب بخياطة الأنسجة

وتجدر الإشارة إلى أنه تختلف مدة العملية من شخص إلى أخر تبعًا لعدة عوامل أهمها حالة المريض وعمره وكفائة الجراح، لكن بصفة عامة عادة ما تستغرق هذه العملية من ساعة إلى ساعتين

نسبة نجاح عملية الانزلاق الغضروفي العنقي

تعد جراحات العمود الفقري من أكثر الأشياء التي تنتشر حولها العديد من الشائعات، ونحن إذ نؤكد إلى أنه تعد عملية غضروف الرقبة من العمليات ذات معدل النجاح المرتفع والتي تتعدى فيها نسب النجاح حوالي 95% ، ويعتمد نجاح العملية على عمر المريض والحالة الصحية للمريض

هل الانزلاق الغضروفي العنقي خطير

من الممكن أن يكون الانزلاق الغضروفي خطيرًا في بعض الحالات، حيث تعتمد الخطورة على عدة عوامل أهمها حجم وموقع الانزلاق، تأثيره على الأعصاب والنخاع الشوكي، شدة الأعراض التي يعاني منها المريض، وتجدر الإشارة إلى أنه في بعض الحالات من الممكن أن يتسبب الانزلاق الغضروفي العنقي في الضغط على الجذور العصبية المخرجة من النخاع الشوكي، الأمر الذي يؤدي إلى آلام حادة وتنميل وضعف في الاطراف العلوية، بالإضافة إلى العديد من الأعراض الاخرى

وننوه إلى أنه في حال لم يتم التشخيص وعلاج الحالة بشكل صحيح، فإنه في هذه الحالة من الممكن أن تتفاقم الأعراض وتتسبب في حدوث مضاعفات أكثر خطورة من ذي قبل، مثل فقدان الحس أو الحركة في الأطراف العلوية، أو القدرة على التحكم في الأمعاء والمثانة

لكننا إذا ننوه في هذا السياق إلى أنه ومع كل هذا فإن معظم حالات الانزلاق الغضروفي العنقي لا تكون خطيرة ومن الممكن أن تستجيب للعلاجات التقليدية مثل العلاج الطبيعي والمسكنات وتغيير نمط الحياة

طريقة النوم بعد عملية الانزلاق الغضروفي العنقي

بعد القيام بإجراء جراحة الانزلاق الغضروفي العنقي، حينها من الممكن ان يحتاج المريض إلى اتباع بعض النصائح والارشادات اللازمة للنوم بشكل صحيح ومريح، تشمل أهم هذه النصائح ما يلي

1- وضعية النوم

يفضل النوم على ظهرك أو جانبيك بدلًا من النوم على البطن، هذا ومن الممكن وضع وسادة صغيرة تحت الرقبة لدعم الشفة العنقية والحفاظ على محاذاة العمود الفقري

2- تقنيات الاسترخاء

يفضل قبل النوم ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والامل للمساعدة في تهدئة العقل والجسم والتخفيف من التوتر

3- تجنب الأوضاع غير المريحة

ينبغي تجنب الأوضاع غير المريحة التي تضع ضغطًا زائدًا على العنق، مثل الانحناء العنقي الشديد أو الثني الزائد للعنق أثناء النوم

4- الحرارة السريعة

حيث يمكن استخدام وسائل تدفئة مثل أغطية كهربائية أو وسائد دافئة لتوفير راحة إضافية للعنق والعضلات

ومع كل هذا ننوه إلى أنه لابد من استشارة الطبيب المختص بشأن هذه النصائح والارشادات الخاصة بالنوم بعد العملية

علاج الانزلاق الغضروفي العنقي بدون جراحة

لا يفضل اللجوء إلى التدخل الجراحي لعلاج الانزلاق الغضروفي، لأنه في كثير من الأحيان من الممكن أن يكون الأمر سهلًا ويمكن السيطرة عليه بدون التدخل الجراحي، وذلك عن

طريق

1- العلاج الدوائي

حيث يتم استخدام بعض العلاجات والادوية بغرض التخفيف من الألم والتورم، بالإضافة إلى القيام ببعض التمارين والتدليك اللطيف وزيادة المرونة او الاستلقاء على الأرض مباشرة وبدون وضع أي وسادة

2- الحقن

يعد علاج الغضروف عن طريق الحقن من الطرق الغير جراحية لعلاج الانزلاق الغضروفي، وتجدر الإشارة إلى أنه يتم اللجوء للحقن في حال عدم الحصول على النتائج الفعالة من العلاج الدوائي

3- التردد الحراري

يتم العلاج بالتردد الحراري من خلال إرسال التردد النبضي لعلاج ألم الرقبة من خلال تحفيز الأعصاب لعلاج الألم، وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من العلاجات يتم فيه التخدير الجزئي وليس الكلي، كما يمكن للمريض العودة إلى المنزل بعد ساعات قليلة من العلاج

علامات الشفاء من الانزلاق الغضروفي العنقي

في حال الشفاء من الانزلاق الغضروفي العنقي، من الممكن ملاحظة العلامات التالية

1- تحسن الألم

حيث أن المريض قد يشعر بتحسن الألم لاسيما في منطقة العنق والكتفين، هذا ومن الممكن أن يتلاشى الألم بشكل تدريجي مع مرور الوقت ويشعر المريض بالراحة أكثر

2- استعادة حركة الرقبة

من الممكن ملاحظة أنك تستعيد مرونة رقبتك وتتمكن من تحريكها بسهولة وبدون ثمة قيود او تيبس

3- انخفاض التنميل

حيث أنه قد يتلاشى التنميل أو الوخز في الأطراف العلوية، وتستعيد الإحساس الطبيعي

4-  تحسن الضعف العضلي

قد تلاحظ تجسنًا تدريجيًا في قوة العضلات المتأثرة بعد الشفاء

5- القدرة على القيام بالأنشطة اليومية

مع تحسن الأعراض، سوف تكون قادرًا على استئناف ومزاولة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي

نصائح لمرضى الانزلاق الغضروفي العنقي

هناك عدة نصائح للوقاية من الانزلاق الغضروفي العنقي، تشمل أهمها ما يلي

1- الوقوف أو الجلوس بطريقة سليمة لتقليل الضغط على العمود الفقري والأقراص الغضروفية الموجودة بين الفقرات، الأمر الذي يقلل من فرص الإصابة بالانزلاق الغضروفي العنقي

2- فقدان الوزن الزائد

3- تجنب حمل الأوزان الثقيلة 4- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وبطريقة صحيحة