يُعد الالتهاب السحائي من الأمراض الخطيرة التي قد تهدد الحياة إذا لم تُعالج بشكل سريع. حيث على الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي، ويُعد أحد الحالات الطارئة التي تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا. فما هي أهم اسباب الالتهاب السحائي
في هذا المقال، سنستعرض كل ما تحتاج معرفته عن الالتهاب السحائي، من أنواعه وأسبابه إلى طرق التشخيص والعلاج.
ماهو الالتهاب السحائى
يُعرف الالتهاب السحائي بانه التهاب يُصيب الأغشية التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي، المعروفة بالسحايا. يتسبب هذا الالتهاب في تورم هذه الأغشية، مما يؤدي إلى ظهور أعراض قد تتراوح بين الصداع البسيط والمضاعفات الخطيرة التي تؤثر على وظائف الدماغ.
أنواع الالتهاب السحائي
يمكن تقسيم الالتهاب السحائي إلى عدة أنواع بناءً على المُسبب:
1- الالتهاب السحائي الفيروسي
2- الالتهاب السحائي البكتيري
3- الالتهاب السحائي الفطري
4- التهاب السحايا الطفيلي
فيما يلي سوف نذكر كل نوع على حدة
أولًا: الالتهاب السحائي الفيروسي
يُعد الالتهاب السحائي الفيروسي أكثر أنواع التهاب السحايا انتشارًا، كما يوجد العديد من الفيروسات التي تسبب هذه الإصابة
وتجدر الإشارة إلى أنه عادًة ما تشفى الإصابة بهذا النوع من تلقاء نفسها ودون اللجوء إلى الطبيب، لكنه وفي نفس الوقت هناك بعض الحالات التي تستدعي التدخل الطبي ومن ثم العلاج
ثانيًا: الالتهاب السحائي البكتيري
بينما يُعد الالتهاب السحائي البكتيري النوع المعدي من الإصابة بالتهاب السحايا، كما يصيب الأفراد نتيجة بكتيريا ما
ونحن إذ ننوه في هذا السياق إلى أن هذا النوع من أنواع التهاب السحايا يُعد قاتل، بالطبع في حال عدم زيارة الطبيب وتلقي العلاج اللازم، حيث تُشير الاحصائيات في هذا الصدد إلى أن نسبة الوفاة بين الأطفال المصابين حوالي من 5% – 40%
بينما قدرت نسبة الوفاة بين البالغين المصابين حوالي 20% – 50%
ثالثًا: الالتهاب السحائي الفطري
الالتهاب السحائي الفطري يُعد من الانواع النادرة لالتهاب السحائي، حيث ينتج عن الإصابة بنوع معين من الفطريات التي تصيب الجسم، ثم تنتقل عن طريق مجرى الدم إلى الدماغ أو النخاع الشوكي
كما تجدر الإشارة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة يكونوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا النوع
التهاب السحايا الطفيلي
ينتج هذا النوع عن الإصابة بطفيل سواء كان من التراب أو الفضلات او الحيوانات أو حتى منتجات الدواجن، وتجدر الإشارة إلى أنه لا يسبب العدوى بين الإنسان
اسباب الالتهاب السحائي
التهاب السحايا يمكن أن ينجم عن عدة أسباب رئيسية، وهي كالتالي:
1- العدوى الفيروسية
تُعد العدوى الفيروسية السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب السحايا، حيث تنتقل الفيروسات عن طريق الرذاذ التنفسي أو التلامس المباشر مع سوائل جسم المصاب، مثل اللعاب والبراز.
يذكر أن أشهر الفيروسات المسببة تشمل فيروس كوكساكي، وفيروس الإنفلونزا، وفيروس الهربس.
2- العدوى البكتيرية
تُعتبر العدوى البكتيرية من أخطر أسباب التهاب السحايا، إذ تنتقل البكتيريا عبر مجرى الدم إلى السحايا.
تشمل أشهر البكتيريا المسببة النيسرية السحائية والمكورات العقدية الرئوية. هذا النوع من العدوى غالبًا ما ينتج عن التهابات الأذن، أو التهابات الجهاز التنفسي، أو حتى الإصابات المباشرة في الرأس.
3- العدوى الفطرية
تُعد العدوى الفطرية حالة نادرة ولكنها خطيرة، حيث تصيب عادةً الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، مثل مرضى الإيدز.
يتم استنشاق الجراثيم الفطرية من البيئة، وأشهر الفطريات المسببة هو فطر الكريبتوكوكس.
4- العدوى الطفيلية
قد تحدث العدوى الطفيلية نتيجة التعرض لطفيليات معينة، مثل نيجليريا فوليري التي توجد في المياه الملوثة. غالبًا ما تنتج هذه العدوى عن السباحة في برك غير نظيفة.
5- أسباب غير معدية
في بعض الأحيان، يمكن أن يحدث التهاب السحايا بسبب إصابات مباشرة في الرأس، أو جراحات الدماغ، أو بسبب أمراض مناعية مثل الذئبة الحمراء. أيضًا، يمكن أن يكون نتيجة لتناول بعض الأدوية التي تؤثر على الجهاز المناعي.
اعراض الالتهاب السحائى
تشمل أبرز اعراض الالتهاب السحائي ما يلي
1- ارتفاع درجة الحرارة.
2- صداع شديد ومفاجئ.
3- تيبس الرقبة.
4- غثيان وقيء.
5- حساسية للضوء.
6- تشوش في الوعي أو صعوبة التركيز.
اعراض التهاب السحايا عند الاطفال
الأطفال قد يظهرون أعراضًا مختلفة قليلًا مقارنة بالبالغين، تشمل أهمها ما يلي
1- بكاء مستمر لا يهدأ.
2- رفض الرضاعة أو الطعام.
3- خمول أو نعاس مفرط.
4- انتفاخ اليافوخ (عند الرضع).
5- تشنجات أو حركات لا إرادية.
الفئة العمرية المعرضة للالتهاب السحائي
يمكن أن يصيب التهاب السحايا الأشخاص في جميع الأعمار، لكن الفئات العمرية التالية تكون أكثر عرضة للإصابة:
1- الأطفال دون سن الخامسة بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم
2- المراهقون والشباب في الفئة العمرية 16-25 عامًا نتيجة اختلاطهم في التجمعات
3- كبار السن فوق 60 عامًا بسبب الأمراض المزمنة وضعف المناعة المرتبط بالتقدم في العمر.
كيف يتم تشخيص التهاب السحايا
يتم تشخيص التهاب السحايا من خلال ما يلي
1- الفحص السريري: لمعرفة الأعراض مثل تيبس الرقبة والحساسية للضوء.
2- البزل القطني: للحصول على عينة من السائل الدماغي الشوكي لتحليلها.
3-اختبارات الدم: لتحديد وجود عدوى.
4- التصوير الطبي: مثل الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي لتقييم وجود تورم أو التهابات.
علاج الالتهاب السحائي
يعتمد علاج الالتهاب السحائي على نوع العدوى المسببة. في حالة الالتهاب السحائي البكتيري، يتم استخدام المضادات الحيوية القوية التي تعطى عبر الوريد لعلاج العدوى، وقد تتطلب بعض الحالات العلاج في المستشفى بسبب احتياج المرضى إلى رعاية متقدمة.
في حالات الالتهاب السحائي الفيروسي، العلاج غالبًا ما يكون داعمًا مثل استخدام أدوية لتخفيف الأعراض مثل الحمى والألم. كذلك، يحتاج المرضى إلى الراحة التامة وشرب السوائل بوفرة.
في الحالات الأكثر تعقيدًا، قد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا في حال وجود مضاعفات مثل التورم أو الضغط داخل الدماغ. العلاج المبكر والمناسب يعد حيويًا للحد من مخاطر الإصابة بالمضاعفات الخطيرة.
مضاعفات الالتهاب السحائي
الالتهاب السحائي يمكن أن يؤدي إلى العديد من المضاعفات الخطيرة إذا لم يتم علاجه بشكل سريع وفعال.
من أبرز المضاعفات الممكنة هي تلف الدماغ، والذي يمكن أن يتسبب في مشاكل عصبية دائمة مثل
1- ضعف الذاكرة
2- صعوبة في التوازن
3- ضعف العضلات.
بعض المرضى قد يعانون من مشاكل في السمع أو الرؤية بسبب تأثير الالتهاب على الأعصاب المسؤولة عن هذه الحواس.
أيضًا، في بعض الحالات الشديدة، قد يتسبب الالتهاب السحائي في حدوث نوبات أو غيبوبة.
من المضاعفات الأخرى أيضًا زيادة الضغط داخل الدماغ، مما قد يؤدي إلى إصابات خطيرة.
قد يحتاج المرضى في حالات معينة إلى عمليات جراحية لتخفيف الضغط على الدماغ.
كما قلنا فإن الالتهاب السحائي يعد حالة طبية طارئة تتطلب تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا سريعًا لتقليل حدوث هذه المضاعفات.
الوقاية من الالتهاب السحائي
الالتهاب السحائي هو التهاب يصيب الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي، ويمكن أن يكون مهدداً للحياة إذا لم يتم التعامل معه بسرعة. لحسن الحظ، هناك عدة طرق للوقاية منه:
1- التطعيمات: تلعب اللقاحات دوراً مهماً في الوقاية من العديد من أنواع الالتهاب السحائي، مثل اللقاح ضد المكورات السحائية، واللقاح ضد الحُمّى الشوكية.
2- الاهتمام بالنظافة الشخصية: غسل اليدين بانتظام واستخدام معقمات اليدين يمكن أن يقلل من فرص انتقال العدوى.
3- تجنب الاتصال الوثيق مع المصابين: يجب تجنب الاقتراب من الأشخاص الذين يعانون من أعراض التهاب السحائي، مثل الحمى والصداع الحاد، إلى أن يتم التأكد من حالتهم الصحية.
4- تعزيز المناعة: الحفاظ على جهاز المناعة من خلال تناول طعام صحي ومتوازن، وممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافٍ من النوم، يمكن أن يساعد في مقاومة العدوى.
5- الحذر في الأماكن المزدحمة: خاصة في المناطق التي ينتشر فيها الالتهاب السحائي، يجب على الأفراد الحرص على استخدام الكمامات واتباع الإرشادات الصحية.
من خلال اتباع هذه الطرق الوقائية، يمكن تقليل خطر الإصابة بالالتهاب السحائي والحفاظ على الصحة العامة.