
التدخلات المحدودة لعلاج الغضروف في العمود الفقري
في السنوات الأخيرة، أصبح التوجّه الطبي نحو التدخلات المحدودة بديلاً ثوريًا للجراحة التقليدية، خاصة في علاج مشاكل الغضروف في العمود الفقري. هذه التقنيات المتطورة لا
الرئيسية » علاج الألم » تعرف علي أعراض التهاب أوتار الكتف
المدير الإكلينيكي و مؤسس مراكز NSC
يُعد الكتف من أكثر المفاصل استخدامًا في حياتنا اليومية، فهو يشارك في معظم الحركات التي نقوم بها سواء أثناء العمل أو ممارسة الرياضة أو حتى أثناء النوم.
ولهذا، فإن أي ألم أو خلل في هذا المفصل قد يؤثر بشكل كبير على جودة حياتنا.
من بين المشاكل الشائعة التي تصيب الكتف هو التهاب أوتاره، والذي قد يظهر تدريجيًا أو بشكل مفاجئ، ويصاحبه أعراض مزعجة قد تعيق الحركة وتسبب الألم المستمر.
في هذا المقال، سنأخذك في رحلة طبية مبسطة ومتكاملة للتعرف على أعراض التهاب أوتار الكتف، الفرق بين الالتهاب والتمزق، أسباب الألم عند رفع الذراع، ومتى يكون الألم خطيرًا، بالإضافة إلى طرق التشخيص، وفترة التعافي، والعلاج الطبيعي، والتمارين الفعالة لتقوية الأوتار والوقاية من تكرار الإصابة.
التهاب أوتار الكتف يحدث عادة نتيجة الإفراط في استخدام المفصل أو بسبب إصابة مباشرة. وبشكل عام تتمثل أعراض التهاب أوتار الكتف ما يلي:
1- ألم في الجزء الأمامي أو الجانبي من الكتف، خاصة عند تحريك الذراع أو رفع الأشياء.
2- صعوبة في أداء الحركات اليومية مثل تمشيط الشعر أو ارتداء الملابس.
3- تيبّس الكتف خاصة في الصباح أو بعد فترات من الراحة.
4- الشعور بطقطقة أو احتكاك أثناء تحريك الكتف.
5- ضعف عضلي في الذراع المصاب.
على الرغم من التشابه في الأعراض بين التهاب وتمزق أوتار الكتف، فإن هناك فروقًا واضحة بين الحالتين:
1- التهاب الأوتار: يعني تهيجًا أو تورمًا في الأوتار نتيجة الاستخدام المتكرر أو الضغط الزائد، وغالبًا ما يكون الألم تدريجيًا.
2- تمزق الأوتار: يحدث عندما تنقطع الألياف المكوّنة للوتر كليًا أو جزئيًا، وغالبًا ما يصاحب ذلك ألم حاد ومفاجئ وضعف شديد في الكتف.
3- في حالة التمزق، قد يشعر المريض بصوت “فرقعة” لحظة الإصابة، مع صعوبة كبيرة في رفع الذراع أو استخدامها.
تتمثل أبرز أعراض تمزق أوتار الكتف ما يلي
1- ألم حاد وفوري بعد حركة عنيفة أو سقوط.
2- ضعف ملحوظ في الذراع، وعدم القدرة على رفعها.
3- فقدان جزئي أو كلي للحركة الطبيعية.
4- تورم أو كدمة في منطقة الكتف.
5- شعور بفراغ أو تشوّه في الجزء الأمامي من الكتف في حالات التمزق الكامل.
أسباب ألم الكتف عند رفع الذراع
هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى الشعور بألم عند رفع الذراع:
1- التهاب أوتار عضلات الكفة المدورة (Rotator Cuff).
2- الضغط على الأوتار بسبب تضيق المسافة تحت العظم (Impingement Syndrome).
3- وجود ترسبات كلسية داخل الأوتار.
4- التهاب الجراب الزلالي.
5- ضعف العضلات أو عدم التوازن العضلي حول مفصل الكتف.
يشكو الكثير من الأشخاص من زيادة ألم الكتف أثناء الليل، خاصة عند النوم على الجانب المصاب. وتشمل أهم الأسباب ما يلي:
1- زيادة الضغط على الأوتار والأنسجة الملتهبة عند اتخاذ وضعية النوم الجانبية.
2- نقص تدفق الدم في وضعية النوم، ما يؤدي إلى زيادة الإحساس بالألم.
3- نقص الحركة أثناء النوم يجعل التيبّس أكثر وضوحًا.
4- في حالات التمزق، قد يكون الألم مستمرًا ويمنع النوم تمامًا.
يُعتبر ألم الكتف خطيرًا ويحتاج إلى تدخل طبي فوري في الحالات التالية:
1- إذا كان الألم حادًا ومفاجئًا بعد سقوط أو إصابة مباشرة.
2- إذا صاحب الألم تنميل في الذراع أو اليد.
3- إذا حدث ضعف شديد في العضلات وعدم القدرة على رفع الذراع.
4- إذا ظهر تشوّه واضح في شكل الكتف.
5- إذا استمر الألم لأكثر من أسبوعين دون تحسن.
كما ننوه في هذا السياق إلى أنه في حالات وجود ارتفاع في درجة الحرارة مع ألم الكتف فإنه في هذه الحالة (قد يدل على وجود التهاب بكتيري).
يعتمد تشخيص التهاب أوتار الكتف على:
1- التاريخ الطبي للمريض ووصف الأعراض.
2- الفحص السريري من قبل الطبيب، حيث يتم تقييم الحركة، القوة، والألم.
3- التصوير بالأشعة السينية لاستبعاد وجود ترسبات كلسية أو مشاكل في العظام.
4- التصوير بالرنين المغناطيسي MRI لتقييم الأوتار والأنسجة المحيطة.
كما تجدر الإشارة إلى أنه في الغالب يتم استخدام الموجات فوق الصوتية لتحديد وجود تمزقات أو التهابات بدقة.
تختلف مدة الشفاء من التهاب أوتار الكتف من شخص لآخر، وذلك بناءً على مدى شدة الالتهاب، ومرحلة اكتشافه، ومدى التزام المريض بالعلاج والتعليمات الطبية.
فالحالات البسيطة، التي يتم اكتشافها وعلاجها مبكرًا، قد لا تستغرق أكثر من أسبوعين إلى أربعة أسابيع لتختفي الأعراض بشكل ملحوظ.
أما في حال ما كان الالتهاب متوسطًا أو تطور إلى مرحلة أكثر تقدمًا، فقد تمتد فترة التعافي إلى ما بين 6 إلى 8 أسابيع.
وإذا كانت الحالة مزمنة أو مصحوبة بتمزق جزئي أو كامل، فقد تستغرق فترة التعافي عدة أشهر، بل وقد تتطلب تدخلًا جراحيًا.
من المهم أيضًا التنويه إلى أن الانتظام في جلسات العلاج الطبيعي، وأداء التمارين العلاجية بانتظام، وتجنب المسببات التي تؤدي إلى تهيج الأوتار، كل ذلك يساهم بشكل كبير في تقليص فترة الشفاء وتحقيق نتائج فعالة.
يعتبر العلاج الطبيعي عنصرًا أساسيًا في خطة التعافي ويشمل ما يلي:
1- تقنيات تخفيف الألم مثل الكمادات الباردة أو الموجات فوق الصوتية.
2- تمارين لتحسين مرونة المفصل.
3- تقوية العضلات المحيطة لتقليل الضغط على الأوتار.
4- تصحيح وضعية الجسم والحركات اليومية.
5- جلسات العلاج اليدوي لتحسين الحركة وتخفيف التشنجات.
علاج التهاب أوتار الكتف يتطلب نهجًا متكاملًا يعتمد على تخفيف الألم واستعادة الحركة الطبيعية للمفصل.
في البداية، من الضروري الراحة وتجنب الأنشطة التي قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض، حيث يساعد ذلك الأوتار المصابة على التعافي بشكل أسرع. بالإضافة إلى الراحة، يتم استخدام الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية لتقليل الألم والتورم، مما يسهم في تخفيف الأعراض المزعجة.
يمكن أيضًا تطبيق الكمادات الباردة على المنطقة المصابة لفترات تتراوح بين 15 إلى 20 دقيقة عدة مرات في اليوم؛ هذه الطريقة تساعد في تقليل الالتهاب وتحسين الراحة.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاج الطبيعي يُعتبر جزءًا أساسيًا من خطة العلاج، حيث يهدف إلى استعادة حركة الكتف وتقوية العضلات المحيطة بالأوتار المصابة.
يتضمن العلاج الطبيعي تمارين لزيادة مرونة المفصل وتقوية العضلات لتقليل الضغط على الأوتار المتضررة، وبالتالي تعزيز الشفاء. في بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج التقليدي، قد يُوصي الطبيب بالحقن بالكورتيزون لتقليل الالتهاب والتورم بشكل فعال.
أما في الحالات الشديدة أو إذا كانت الأوتار قد تعرضت لتمزق جزئي أو كامل، قد تكون الجراحة الخيار الأخير. يتم اللجوء للجراحة في حالات نادرة عندما تفشل العلاجات غير الجراحية في تحقيق التحسن المطلوب. بشكل عام، يتطلب علاج التهاب أوتار الكتف صبرًا واتباع خطة علاجية شاملة لضمان الشفاء التام والعودة إلى الأنشطة اليومية بدون ألم.
تمارين تقوية أوتار الكتف تعتبر جزءًا أساسيًا من العلاج والوقاية من الإصابات، حيث تساعد على تحسين مرونة المفصل وتقوية العضلات المحيطة بالأوتار لتقليل الضغط عليها. إليك بعض التمارين الفعالة لتقوية أوتار الكتف:
1- تمرين رفع الذراع الجانبي:
امسك بوزن خفيف في كل يد (مثل دمبل صغير).
قف بشكل مستقيم وابدأ برفع ذراعيك إلى الجانب حتى يصبحا على مستوى الكتف.
حافظ على وضع ذراعيك مستقيمتين وابدأ في إنزالها ببطء.
كرر التمرين 10-15 مرة في 3 مجموعات.
2- تمرين التدوير الخارجي بالرباط المطاطي:
اربط رباطًا مطاطيًا بجسم ثابت وامسك به بيد واحدة.
قف بشكل مستقيم وقم بثني الكوع بزاوية 90 درجة.
اسحب الرباط المطاطي للخارج مع الحفاظ على الكوع ثابتًا.
كرر التمرين 10-15 مرة لكل ذراع.
3- تمرين الضغط على الجدار:
قف أمام جدار وابدأ بالضغط على الجدار باستخدام ذراعيك.
حافظ على الضغط لبضع ثوانٍ ثم استرخِ.
هذا التمرين يساعد في تقوية عضلات الكتف وتعزيز استقرار المفصل.
4- تمرين التمدد باستخدام المنشفة خلف الظهر:
امسك منشفة في يد واحدة خلف ظهرك.
امسك طرف المنشفة باليد الأخرى من الأسفل.
ثم اسحب المنشفة بلطف باستخدام اليد السفلية لتمديد عضلات الكتف العلوية.
كرر التمرين عدة مرات مع تغيير الذراعين.
5- تمرين تمديد الكتف:
قف بشكل مستقيم وضع يدك اليمنى على الحائط أو أي سطح ثابت.
ابتعد قليلًا عن الحائط حتى تشعر بتمدد خفيف في منطقة الكتف.
حافظ على الوضعية لمدة 20-30 ثانية ثم استرخِ.
كرر التمرين مع الذراع الأخرى.
ملاحظة: يجب أداء هذه التمارين بحذر وتحت إشراف أخصائي علاج طبيعي في حالة وجود إصابة سابقة. لا تقم بالتمارين إذا شعرت بألم شديد أو بعدم الراحة.
في السنوات الأخيرة، أصبح التوجّه الطبي نحو التدخلات المحدودة بديلاً ثوريًا للجراحة التقليدية، خاصة في علاج مشاكل الغضروف في العمود الفقري. هذه التقنيات المتطورة لا
هل شعرت يومًا بألم مستمر أسفل ظهرك يزداد مع الحركة أو الوقوف لفترات طويلة؟ هل لاحظت تنميلًا أو ضعفًا في الساقين؟ قد تكون هذه الأعراض
كسر الفقرات القطنية هو من أكثر إصابات العمود الفقري شيوعًا، وقد يحدث نتيجة حوادث السير أو السقوط أو حتى بسبب هشاشة العظام. ومع أن الإصابة
copyright @tawasol2025