اكتشف أنواع الشلل الحركي وأهم أسبابه وطرق التعامل معه

الدكتور هشام أبورحمة

الدكتور هشام أبورحمة

المدير الإكلينيكي و مؤسس مراكز NSC

الشلل الدماغي

المحتوي

أنواع الشلل الدماغي – الشلل الدماغي هو اضطراب دائم يؤثر على الحركة والتنسيق العضلي، وينتج عن تلف في الدماغ خلال مراحل النمو المبكرة، سواء قبل الولادة أو بعدها بفترة قصيرة.

يعتبر الشلل الدماغي واحدًا من أكثر الإعاقات الحركية شيوعًا بين الأطفال، ويؤثر على حياة المريض وأسرته بطرق متعددة. 

في هذه المقالة، سنلقي نظرة شاملة على أنواع الشلل الدماغي، أسبابه، أعراضه، وطرق تشخيصه وعلاجه، بالإضافة إلى استعراض طرق الوقاية الممكنة.

أنواع الشلل الدماغي

يمكن تصنيف الشلل الدماغي إلى عدة أنواع بناءً على الأعراض والمناطق المتأثرة في الدماغ، وبشكل عام تشمل أبرز أنواع الشلل الدماغي ما يلي:

أولًا: الشلل الدماغي التشنجي

يُعد هذا النوع هو الأكثر شيوعًا من بين أنواع الشلل الدماغي، ويتميز بزيادة شديدة في التوتر العضلي (التشنج)، مما يجعل العضلات صلبة ويؤثر على الحركة. 

وتجدر الإشارة إلى أن الأشخاص المصابون بهذا النوع يعانون من صعوبة في المشي، وقد يظهر لديهم انقباض في العضلات يؤثر على أحد الأطراف أو أكثر.

ثانيًا: الشلل الدماغي منخفض التوتر

يتميز الشلل الدماغي منخفض التوتر بضعف عام في التوتر العضلي، مما يؤدي إلى صعوبة في السيطرة على الحركات. 

عادة ما يعاني المرضى من صعوبة في الحفاظ على وضعية الجسم وتنسيق الحركات الدقيقة.

ثالثًا: الشلل الدماغي الحركي

يشمل هذا النوع حركات لا إرادية وغير متناسقة، مثل التشنجات أو الحركات البطيئة. قد تتأثر العضلات في جميع أنحاء الجسم، مما يؤدي إلى صعوبة في الكلام أو تناول الطعام.

الشلل الدماغي الرنحي

بينما هذا النوع من أنواع الشلل الدماغي فهو يؤثر على التوازن والتنسيق، مما يجعل المريض يعاني من صعوبة في المشي والحركات الدقيقة مثل الكتابة. 

يظهر هذا النوع غالبًا في صورة اهتزاز أو ارتعاش عند محاولة تنفيذ حركة دقيقة.

اسباب الشلل الدماغي

تتنوع أسباب الشلل الدماغي، وتشمل:

1- مضاعفات الحمل والولادة: نقص الأكسجين أثناء الولادة أو ولادة مبكرة.

2- العدوى: إصابة الأم بعدوى خلال الحمل، مثل الحصبة الألمانية أو الزهري.

3- إصابات الدماغ: نزيف دماغي أو إصابة بالتهاب السحايا.

4- عوامل وراثية: قد تسهم بعض الطفرات الجينية في حدوث الشلل الدماغي.

5- مضاعفات أخرى: مثل التسمم بالرصاص أو إصابات الرأس في مرحلة الطفولة المبكرة

أعراض الشلل الدماغي

تختلف الأعراض من شخص لآخر حسب النوع والشدة، وتشمل:

1- تأخر في تحقيق المهارات الحركية مثل الجلوس أو الزحف.

2- تصلب أو ضعف في العضلات.

3- مشاكل في التوازن والتنسيق.

4- صعوبة في النطق أو البلع.

5- تشنجات أو حركات لا إرادية.

6- مشاكل في الرؤية أو السمع في بعض الحالات.

درجات الشلل الدماغي

تُقسم درجات الشلل الدماغي إلى أربعة مستويات بناءً على شدة الأعراض:

1- خفيف: يمكن للمريض التحرك والمشي بشكل مستقل، مع بعض الصعوبات الطفيفة.

2- متوسط: يحتاج المريض إلى أجهزة مساعدة، مثل العكازات.

3- شديد: يتطلب المريض استخدام كرسي متحرك مع مساعدة مكثفة.

4- عميق: تكون الإعاقة شديدة جدًا، مع اعتماد كامل على الآخرين في جميع الأنشطة اليومية

تشخيص الشلل الدماغي

يعتمد التشخيص على متابعة دقيقة لنمو الطفل وملاحظة أي تأخر أو اختلال في المهارات الحركية. قد تشمل أدوات التشخيص:

1- التقييم السريري: فحص طبي شامل لتقييم الحركة والتنسيق.

2- التصوير الطبي: مثل الرنين المغناطيسي للكشف عن تلف الدماغ.

3- اختبارات إضافية: مثل اختبارات السمع والبصر لتحديد المشاكل المصاحبة

علاج الشلل الدماغي

لا يوجد علاج نهائي للشلل الدماغي، لكن يمكن تحسين جودة حياة المريض من خلال:

1- العلاج الطبيعي: لتحسين الحركة وتقوية العضلات.

2- العلاج الوظيفي: لمساعدة المرضى على تنفيذ الأنشطة اليومية.

3- العلاج بالكلام: لتحسين النطق والتواصل.

4- الأدوية: مثل الأدوية المضادة للتشنجات لتخفيف الأعراض.

5- الجراحة: في بعض الحالات لتصحيح التشوهات العضلية أو الهيكلية.

6- التكنولوجيا المساعدة: أجهزة مساعدة مثل الكراسي المتحركة أو الأجهزة الإلكترونية لتحسين التواصل

طرق الوقاية من الشلل الدماغي 

لا يمكن الوقاية من جميع الحالات، لكن يمكن تقليل المخاطر من خلال:

الرعاية الجيدة أثناء الحمل: متابعة الحمل بانتظام مع الطبيب لتجنب المضاعفات.

الوقاية من العدوى: تطعيم الأم ضد الأمراض المعدية مثل الحصبة الألمانية.

تجنب المخاطر البيئية: مثل التعرض للسموم.

الحفاظ على سلامة الطفل: استخدام مقاعد أمان مناسبة في السيارات لتجنب إصابات الرأس

ختامًا: الشلل الدماغي هو حالة معقدة تتطلب فهمًا ودعمًا كبيرين من الأسرة والمجتمع. من خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن للمصابين تحقيق تحسن كبير في حياتهم اليومية. تبقى الوقاية والتوعية هما المفتاح لتقليل عدد الحالات وتحسين جودة الحياة للمصابين وعائلاتهم.