الفحوصات الطبية لمرضي التزحزح الفقاري و كسر العمود الفقري و غضروف العمود الفقري

Picture of الدكتور هشام أبورحمة

الدكتور هشام أبورحمة

المدير الإكلينيكي و مؤسس مراكز NSC

المحتوي

يُعتبر العمود الفقري الدعامة الأساسية للجسم، وأي إصابة أو مرض فيه مثل التزحزح الفقاري أو كسور الفقرات أو الغضروف (الانزلاق الغضروفي) قد تؤثر بشكل كبير على حركة المريض وجودة حياته. 

ولأن التشخيص السليم هو الخطوة الأولى نحو العلاج الناجح، تأتي الفحوصات الطبية لتلعب الدور الأهم في الكشف عن طبيعة الإصابة، درجتها، وأفضل أسلوب للتعامل معها سواء بالعلاج التحفظي أو التدخل الجراحي.

ما هو التزحزح الفقاري وأسبابه؟

التزحزح الفقاري هو تحرك إحدى الفقرات عن مكانها الطبيعي بالنسبة للفقرات المجاورة. يحدث غالباً نتيجة:

ضعف الأربطة والعضلات المثبتة للفقرات.

إصابات رياضية أو حوادث.

عيوب خلقية أو تآكل الغضاريف مع التقدم في العمر.

تشخيص التزحزح الفقاري

يعتمد على الدمج بين الفحص السريري والتصوير الطبي. يقوم الطبيب بتقييم الألم، قدرة المريض على الحركة، وفحص أي أعراض تشير إلى ضغط على الأعصاب مثل التنميل أو ضعف الأطراف.

أشعة سينية على العمود الفقري

تُعد من الفحوصات الأولية البسيطة للكشف عن:

محاذاة الفقرات.

وجود أي كسور ظاهرة.

درجة التزحزح الفقاري (يتم تقديرها بنسبة مئوية).

علامات خشونة الفقرات أو تآكل الغضاريف.

أشعة رنين مغناطيسي للعمود الفقري

من أهم الفحوصات التي توضح التفاصيل الدقيقة مثل:

حالة الغضاريف والأقراص بين الفقرية.

وجود ضغط على الأعصاب أو الحبل الشوكي.

الالتهابات أو الأورام المحتملة.

تقييم الإصابات المزمنة غير الظاهرة في الأشعة العادية.

فحص الأشعة المقطعية للفقرات

يُستخدم فحص الأشعة المقطعية للفقرات للكشف عن:

كسور دقيقة لا تظهر بالأشعة السينية.

تقييم شكل الفقرات بتفصيل أكبر.

التخطيط للجراحة إذا استدعى الأمر تثبيت الفقرات أو تركيب شرائح ومسامير.

فحص الغضروف بالتصوير الطبي (MRI/CT)

الغضروف من أكثر أجزاء العمود الفقري عرضة للإصابة. ويتم تقييمه عبر:

الرنين المغناطيسي: يوضح انزلاق الغضروف وحجمه.

الأشعة المقطعية: في حالات خاصة للكشف عن تكلسات أو انزلاق معقد.

تقييم كسر الفقرات بالفحص السريري

يقوم الطبيب بتقييم:

مكان الألم وحدته.

وجود تشوه في العمود الفقري.

مدى تأثر الحركة.

علامات إصابة الأعصاب (مثل فقدان الإحساس أو صعوبة التحكم في البول).

اختبارات الحركة للعمود الفقري

تشمل تقييم مدى:

انحناء العمود الفقري عند الانحناء للأمام والخلف.

قوة العضلات المحيطة.

استقرار الفقرات.

قدرة المريض على الوقوف والمشي بشكل طبيعي.

تحاليل الدم لمشاكل العظام 

قد يطلب الطبيب بعض التحاليل المساندة مثل:

فيتامين د والكالسيوم: لتقييم قوة العظام.

سرعة الترسيب (ESR) والبروتين التفاعلي (CRP): للكشف عن التهابات أو التهابات مزمنة.

تحاليل وظائف الغدة الجار درقية: في حالة الاشتباه باضطرابات في التمثيل الغذائي للعظام.

الفحوصات المخبرية المساندة (سرعة الترسيب – وظائف الكلى والكبد قبل التدخل الجراحي)

تُجرى خاصة قبل التدخلات الجراحية وتشمل:

وظائف الكلى والكبد.

صورة دم كاملة.

تجلط الدم.

وذلك لتجهيز المريض لأي إجراء علاجي أو جراحي بأمان.

فحص كثافة العظام (DEXA) في تشخيص الهشاشة

مهم خصوصاً لكبار السن أو مرضى الهشاشة حيث يُساعد على:

الكشف عن هشاشة العظام.

تحديد خطورة حدوث كسور جديدة.

متابعة تأثير العلاج الدوائي على قوة العظام.

أهمية الجمع بين الفحوصات السريرية والتصويرية

الاعتماد على نوع واحد من الفحوصات قد لا يعطي صورة كاملة، لذلك يتم الدمج بين:

1- الفحص السريري: لتقييم الأعراض.

2- الأشعة والتصوير الطبي: لتحديد السبب بدقة.

3- التحاليل: للكشف عن أي عوامل خفية مثل هشاشة أو التهابات.

التمييز بين التزحزح الفقاري والغضروف وكسر العمود الفقري

رغم تشابه الأعراض (ألم – تيبس – ضعف الحركة)، إلا أن:

التزحزح الفقاري يظهر بوضوح في الأشعة السينية.

الغضروف يُشخص غالباً بالرنين المغناطيسي.

الكسور تحتاج للأشعة المقطعية لتحديد مدى خطورتها.

متى يحتاج المريض لفحوصات إضافية مثل تخطيط الأعصاب (EMG)؟

يتم اللجوء له عندما:

1- يشكو المريض من ضعف أو تنميل في الأطراف.

2- يُشتبه بوجود ضغط شديد على الأعصاب.

3- يحتاج الطبيب لتحديد مكان وشدة الإصابة العصبية.

في ختام هذه المقالة إن دقة التشخيص في أمراض وإصابات العمود الفقري هي الخطوة الأهم نحو العلاج الناجح. وتبقى الفحوصات الطبية مثل الأشعة، الرنين المغناطيسي، التحاليل، والفحص السريري أدوات متكاملة تساعد الطبيب في الوصول إلى التشخيص السليم ووضع خطة علاجية تناسب كل مريض. 

لذا فإن الاهتمام بإجراء الفحوصات اللازمة في الوقت المناسب هو الضمان الحقيقي للتعافي والعودة إلى حياة طبيعية أكثر صحة وأماناً.