تعرف على جلطات الدماغ لكبار السن

الدكتور هشام أبورحمة

الدكتور هشام أبورحمة

المدير الإكلينيكي و مؤسس مراكز NSC

جلطات الدماغ لكبار السن

المحتوي

مع تقدمنا في العمر، تصبح صحتنا أكثر حساسية وعرضة لبعض الأمراض الخطيرة، ومن أبرزها الجلطة الدماغية. هذا الخطر الصامت الذي يمكن أن يغير حياة الإنسان في لحظات، يظل أحد أهم الأسباب المؤدية للإعاقة والوفاة بين كبار السن حول العالم.

الجلطة الدماغية ليست مجرد حالة طبية طارئة، بل هي إشارة قوية لأهمية الاهتمام بصحتنا ووقايتنا من عوامل الخطر. فما هي أسبابها؟ وكيف يمكن أن نتعرف على أعراضها مبكرًا؟ وما الدور الذي تلعبه الوقاية والعلاج في تقليل آثارها؟

في هذه المقالة، نستعرض الإجابات عن هذه التساؤلات، ونقدم نصائح قيمة للحفاظ على صحة الدماغ والوقاية من هذا التهديد الخطير. تابع القراءة لتتعرف على أهم الحقائق والمعلومات عن الجلطة الدماغية وكيفية حماية من تحب

ما هي الجلطة الدماغية

الجلطة الدماغية هي حالة طبية طارئة تحدث عندما يتوقف أو ينخفض تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، مما يؤدي إلى نقص في إمداد الأكسجين والمواد الغذائية اللازمة. 

هذا النقص يمكن أن يسبب تلفًا في خلايا الدماغ خلال دقائق معدودة، مما يجعل العلاج الفوري أمرًا ضروريًا لتقليل الآثار السلبية.

جلطات الدماغ لكبار السن

كبار السن هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالجلطات الدماغية بسبب تقدم العمر وما يصاحبه من تغييرات تؤثر على صحة الأوعية الدموية والقلب. 

مع التقدم في العمر، تزداد احتمالية تراكم الدهون والكوليسترول في الشرايين، مما يجعلها أكثر عرضة للانسداد أو الانفجار. 

بالإضافة إلى ذلك، يعاني كثير من كبار السن من أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، وأمراض القلب، والتي تشكل عوامل خطر رئيسية لحدوث الجلطات الدماغية. لذلك، تعتبر الوقاية والرعاية المستمرة لهؤلاء الأشخاص من أهم الوسائل لتقليل معدلات الإصابة وتحسين جودة الحياة.

انواع الجلطات الدماغية عند كبار السن

تشمل انواع الجلطات الدماغية عند كبار السن ما يلي

الجلطة الدماغية الإقفارية

تحدث الجلطة الدماغية الإقفارية عندما تسد جلطة دموية أو مادة دهنية أحد الشرايين التي تزود الدماغ بالدم. 

كما تجدر الإشارة إلى أن هذا النوع يُعد الأكثر شيوعًا بين كبار السن.

الجلطة الدماغية النزفية

تحدث الجلطة الدماغية النزفية عندما ينفجر أحد الأوعية الدموية في الدماغ، مما يؤدي إلى تسرب الدم إلى الأنسجة المحيطة. هذا النوع غالبًا ما يرتبط بارتفاع ضغط الدم المزمن أو تمزق تمدد الأوعية الدموية.

اسباب جلطات الدماغ لكبار السن

تشمل أهم اسباب جلطات الدماغ لكبار السن ما يلي

1- ارتفاع ضغط الدم: يعد أحد الأسباب الرئيسية للإصابة.

2- ارتفاع الكوليسترول: يؤدي إلى تراكم الدهون في الشرايين.

3- الرجفان الأذيني: يزيد من خطر تكوّن الجلطات الدموية.

4- التدخين: يضر الأوعية الدموية ويزيد خطر الإصابة.

5- مرض السكري: يضعف الأوعية الدموية ويزيد احتمالية انسدادها.

6- تاريخ عائلي للإصابة: يزيد من احتمالية حدوث الجلطات.

اعراض جلطات الدماغ لكبار السن

هناك مجموعة من الأعراض الخاصة بالجلطة الدماغية بالنسبة لكبار السن، تشمل أهمها ما يلي

ضعف مفاجئ أو تنميل في الوجه أو الذراع أو الساق، خاصةً في جانب واحد من الجسم.

1- صعوبة في الكلام أو الفهم.

2- فقدان التوازن أو القدرة على المشي.

3- صداع شديد مفاجئ قد يكون مصحوبًا بالغثيان أو القيء.

4- تشوش الرؤية أو فقدانها في إحدى العينين أو كلتيهما.

مضاعفات جلطات الدماغ لكبار السن

تشكل الجلطات الدماغية خطرًا كبيرًا على جودة حياة المصاب، وخاصةً كبار السن. من أبرز المضاعفات:

1- ضعف دائم في الحركة أو الشلل: قد تتأثر الأطراف أو أحد جانبي الجسم، مما يتطلب علاجات فيزيائية مستمرة.

2- صعوبة في النطق أو البلع: نتيجة تأثر عضلات الفم والحلق، مما يستدعي جلسات علاج بالنطق والبلع.

3- مشاكل معرفية وإدراكية: تشمل فقدان الذاكرة، ضعف القدرة على التركيز، أو حتى تغيرات في الشخصية.

4- الاكتئاب والقلق: نتيجة فقدان الاستقلالية أو تغييرات في نوعية الحياة اليومية.

5- فقدان الاستقلالية: حيث قد يصبح المريض معتمدًا بشكل كامل على الآخرين في الأنشطة اليومية.

6- زيادة خطر الجلطات المستقبلية: إذا لم يتم التحكم في العوامل المسببة مثل ضغط الدم أو الكوليسترول.

7- ضعف دائم في الحركة أو الشلل.

8- صعوبة في النطق أو البلع.

9- مشاكل معرفية مثل فقدان الذاكرة أو صعوبة التركيز.

10- الاكتئاب والقلق.

11- فقدان الاستقلالية والاعتماد على الآخرين.

طرق علاج جلطات الدماغ لكبار السن

يعتمد علاج جلطات الدماغ عند كبار السن بشكل كبير على التشخيص السريع ونوع الجلطة (إقفارية أو نزفية). وبشكل عام يمكن تلخيص طرق العلاج كما يلي:

أولًا: العلاج الطبي الفوري

الجلطة الإقفارية: يتم استخدام أدوية مذيبة للجلطات مثل التيبلاز إذا تم التشخيص في غضون ساعات قليلة من بداية الأعراض. كما يمكن إجراء إجراءات طبية مثل إزالة الجلطة ميكانيكيًا باستخدام قسطرة متخصصة.

الجلطة النزفية: يتم التركيز على تقليل النزيف وإصلاح الأوعية الدموية المتضررة. في بعض الحالات، قد تكون الجراحة ضرورية لإزالة الدم المتجمع أو لإصلاح تمدد الأوعية الدموية.

ثانيًا: الرعاية المركزة

مراقبة ضغط الدم ومستوى الأكسجين والسكر في الدم لضمان استقرار حالة المريض.

إعطاء السوائل الوريدية وتجنب الجفاف.

ثالثًا: إعادة التأهيل بعد الاستقرار

العلاج الطبيعي: لتحسين القدرة على الحركة واستعادة التوازن.

العلاج الوظيفي: لتدريب المريض على أداء الأنشطة اليومية مثل ارتداء الملابس وتناول الطعام.

ثم العلاج بالكلام: لمعالجة صعوبات النطق أو البلع.

الدعم النفسي: حيث يحتاج المريض إلى مساعدة نفسية للتأقلم مع التغيرات التي قد تطرأ على حياته بعد الإصابة.

رابعًا: الأدوية المستمرة

مضادات التجلط مثل الأسبرين أو الوارفارين لتقليل خطر حدوث جلطات مستقبلية.

أدوية للتحكم في ضغط الدم والكوليسترول، مثل حاصرات بيتا أو الستاتينات.

أدوية للتحكم في مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري.

خامسًا: التدخلات الجراحية المتقدمة

يمكن استخدام الجراحة في الحالات المتقدمة مثل زرع دعامة لتحسين تدفق الدم أو إزالة تمدد الأوعية الدموية.

سادسًا: التغذية والدعم الغذائي

يتم وضع خطة غذائية متوازنة تناسب حالة المريض لضمان حصوله على العناصر الغذائية اللازمة لدعم التعافي.

سابعًا: العلاج الطبي الفوري

في حالة الجلطة الإقفارية: استخدام أدوية مذيبة للجلطات مثل التيبلاز.

في حالة الجلطة النزفية: السيطرة على النزيف وإجراء جراحة إذا لزم الأمر.

ثامنًا: إعادة التأهيل

العلاج الطبيعي لتحسين الحركة.

العلاج الوظيفي لاستعادة المهارات اليومية.

ثم العلاج بالكلام لتحسين النطق والبلع.

واخيرًا: العلاج الدوائي

أدوية للسيطرة على ضغط الدم والكوليسترول.

أدوية لمنع تكوّن الجلطات مثل الأسبرين.

نصائح للمصاب بالجلطة الدماغية بعد التعافي

هناك مجموعة من النصائح ينبغي مراعاتها بالنسبة للمصاب بالجلطة الدماغية بعد التعافي ،تشمل أهمها ما يلي

1- الالتزام بالعلاج الدوائي الموصوف من الطبيب.

2- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتحسين الدورة الدموية.

3- تناول غذاء صحي غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.

4- التوقف عن التدخين وشرب الكحول.

5- الانضمام إلى مجموعات دعم لتبادل الخبرات وتلقي الدعم النفسي

طرق الوقاية من جلطات الدماغ لكبار السن

تشمل أهم وأبرز طرق الوقاية من جلطات الدماغ لكبار السن ما يلي

السيطرة على ضغط الدم: الحفاظ على ضغط الدم ضمن المستويات الطبيعية.

1- الحفاظ على وزن صحي: من خلال اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة.

2- إجراء فحوصات دورية: للكشف المبكر عن أي مشكلات صحية.

3- التقليل من تناول الملح والدهون المشبعة: لتجنب ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.

4- التطعيم ضد الأمراض المعدية: مثل الإنفلونزا، لتقليل المضاعفات التي قد تؤدي إلى الجلطات.

5- إدارة الأمراض المزمنة: مثل السكري وأمراض القلب بطريقة فعّالة.

ختامًا: الجلطات الدماغية هي مشكلة صحية خطيرة، خاصةً لدى كبار السن، لكنها ليست نهاية الطريق. بالوعي، الوقاية، والرعاية الطبية المناسبة، يمكن تحسين جودة حياة المصابين وتقليل مخاطر الإصابة بها. 

الوقاية دائمًا خير من العلاج، لذا يجب أن تكون العناية بصحة كبار السن أولوية في كل أسرة ومجتمع.