تحضيرات مريض العمود الفقري لجراحة العمود الفقري

Picture of الدكتور هشام أبورحمة

الدكتور هشام أبورحمة

المدير الإكلينيكي و مؤسس مراكز NSC

جراحة العمود الفقري

المحتوي

تُعد جراحة العمود الفقري من العمليات الدقيقة التي تهدف إلى علاج مشكلات كبيرة مثل الانزلاق الغضروفي، تضيق القناة الشوكية، أو إصابات الفقرات الناتجة عن الحوادث. 

وبما أن هذه العمليات تجرى على منطقة حساسة تتحكم في الحركة والإحساس وجودة الحياة، فإن التحضير السليم للمريض قبل الجراحة يمثل خطوة أساسية لضمان نجاح العملية وسرعة التعافي بعدها. 

يشمل هذا التحضير مجموعة من الفحوصات الطبية والإرشادات الغذائية والنفسية والجسدية، إضافةً إلى تجهيز المنزل وفريق الدعم الأسري، مما يساعد المريض على دخول العملية بثقة والخروج منها بأمان.

أهمية التحضير لجراحة العمود الفقري

التحضير المسبق ليس مجرد خطوات شكلية، بل هو عنصر أساسي في نجاح العملية. يساعد على:

تقليل احتمالية حدوث مضاعفات أثناء أو بعد الجراحة.

تحسين النتائج العلاجية وتسريع فترة التعافي.

رفع درجة استعداد المريض الجسدي والنفسي لتقبل العملية.

تسهيل دور الفريق الطبي في التعامل مع الحالة بكفاءة أكبر.

تقييم الحالة الصحية قبل العملية

يقوم الطبيب المعالج بعمل تقييم شامل لحالة المريض، ويشمل:

مراجعة التاريخ الطبي بدقة (أمراض مزمنة مثل السكري وضغط الدم وأمراض القلب).

تقييم الأدوية التي يتناولها المريض وإمكانية تعديلها قبل الجراحة.

الكشف الإكلينيكي لتحديد مستوى الألم، ضعف العضلات أو أي أعراض عصبية.

هذا التقييم يحدد الخطة العلاجية المثلى ويكشف إن كانت هناك عوامل خطورة يجب السيطرة عليها أولاً.

الفحوصات اللازمة قبل جراحة العمود الفقري

من الفحوصات الأساسية التي لا غنى عنها قبل العملية:

1- تحاليل الدم: صورة دم كاملة، وظائف كبد وكلى، مستوى السكر، زمن التجلط.

2- الأشعة: مثل الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية لتحديد موضع المشكلة بدقة.

3- رسم القلب لتقييم صحة القلب خصوصًا لكبار السن أو مرضى الضغط.

4- أشعة الصدر للتأكد من سلامة الجهاز التنفسي.

هذه الفحوصات تضمن أن الجسم مؤهل لتحمل الجراحة والتخدير.

الإعداد الطبي لجراحة العمود الفقري

يشمل هذا الجزء خطوات دقيقة يقوم بها الطبيب:

تعديل جرعات الأدوية المزمنة أو إيقاف بعضها مثل مميعات الدم.

وصف أدوية تساعد على تحسين وظائف التنفس أو السيطرة على الألم قبل العملية.

متابعة ضغط الدم ومستوى السكر بشكل يومي في بعض الحالات.

استشارة طبيب التخدير لتقييم جاهزية المريض من الناحية التخديرية.

تجهيز المريض قبل جراحة العمود الفقري

يتم تجهيز المريض بعدة طرق، تشمل أهمها ما يلي

1- ضبط النظام الغذائي قبل العملية والامتناع عن الأطعمة الدسمة.

2- تنظيف الجلد جيدًا في منطقة الظهر لتقليل خطر العدوى.

3- التأكد من صيام المريض حسب تعليمات الطبيب.

4- تجهيز المستندات والتحاليل الطبية ووضعها في ملف واحد ليُعرض على الفريق الطبي بسهولة.

نصائح ما قبل عملية العمود الفقري

هناك مجموعة من النصائح التي ينبغي اتباعها قبل عملية العمود الفقري، تشمل أهمها ما يلي

التوقف عن التدخين والكحوليات لأنها تؤثر على التئام الجروح.

ممارسة تمارين التنفس العميق لتقوية الرئة قبل العملية.

الالتزام بمواعيد الأدوية الموصوفة.

أخذ قسط كافٍ من النوم ليلة العملية لتقليل التوتر والإرهاق.

التحضير النفسي قبل عملية العمود الفقري

التحضير النفسي لا يقل أهمية عن التحضير البدني، حيث يشعر الكثير من المرضى بالقلق. لذلك يجب:

التحدث مع الطبيب حول تفاصيل الجراحة لتبديد المخاوف.

الاستماع لتجارب إيجابية لمرضى خضعوا لنفس العملية.

ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو تمارين التنفس.

دعم الأسرة والأصدقاء للمريض لبث الطمأنينة في نفسه.

تمارين ما قبل جراحة العمود الفقري

الطبيب أو أخصائي العلاج الطبيعي قد يوصي بتمارين محددة:

تمارين تقوية عضلات الظهر والبطن لدعم العمود الفقري بعد الجراحة.

تمارين التمدد الخفيف للحفاظ على مرونة العضلات.

تمارين التنفس لتحسين وظائف الرئة وتقليل خطر مضاعفات التخدير.

هذه التمارين تساهم في تسريع استعادة الحركة بعد العملية.

تعليمات الصيام قبل الجراحة

من أهم التعليمات التي يوضحها طبيب التخدير:

الصيام عن الطعام لمدة 6–8 ساعات قبل الجراحة.

الامتناع عن شرب السوائل قبل 4 ساعات على الأقل من العملية.

السماح بتناول بعض الأدوية مع رشفة ماء صغيرة فقط إذا أوصى الطبيب بذلك.

الصيام يقلل من مخاطر القيء ودخول محتويات المعدة إلى الرئة أثناء التخدير.

التهيئة المنزلية قبل العودة من المستشفى

حتى تكون العودة آمنة وسهلة، يجب تجهيز المنزل:

ترتيب مكان مريح للنوم والاستراحة بعيدًا عن الضوضاء.

إزالة أي عوائق أو سجاد قد يسبب التعثر أثناء المشي.

تجهيز كرسي مريح وطاولة بجوار السرير لوضع الأدوية والأدوات.

تحضير أدوات مساعدة مثل عصا المشي إذا أوصى الطبيب بها.

التجهيز النفسي والأسري لفترة التعافي

مرحلة ما بعد العملية تتطلب صبرًا ودعمًا:

يجب توعية الأسرة بدورهم في مساعدة المريض على الحركة وتناول الأدوية.

توفير الدعم النفسي لتشجيع المريض على الالتزام بخطة العلاج الطبيعي.

تجنب الضغط النفسي على المريض وإشعاره أن فترة النقاهة مؤقتة وستنتهي بالتحسن.

ختامًا فإن تحضيرات مريض العمود الفقري لجراحة العمود الفقري هي ركن أساسي في نجاح العملية وضمان التعافي الآمن والسريع. فالتجهيز السليم طبيًا ونفسيًا وأسريًا يجعل المريض أكثر قدرة على مواجهة العملية بثقة، ويمنح الفريق الطبي فرصة للعمل في ظروف مثالية. 

لذا، فإن اتباع هذه الخطوات يختصر الكثير من المعاناة ويسرّع العودة إلى الحياة الطبيعية.